Powered By Blogger

الجمعة، 1 فبراير 2013

أم كلثوم أميرة الطرب والنكتة

- في العدد الثالث من مجلة العربي
حمل المقال الذي كتبه المسرحي الكبير زكي طليمات عنوانين: «أم كلثوم أميرة الطرب والنكتة»، و«صوتها سلاح سري من أسلحة العروبة قاطع!».
وجاء بالمقال مايلي:

أم كلثوم (1898 - 1975) ، ووالدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي. وقد غنت كثيرًا من الأغاني قبل أن تبدأ حفلاتها الشهيرة في الإذاعة عام 1934، حيث استمرت حتى يناير 1973، وأعطاها الأمريكان فوق ألقابها العديدة لقب «السلاح السري للعرب!».
حضر المرحوم زكي طليمات (1889 - 1982) حفلات أم كلثوم الأولى عام 1921، وهو العام الذي يؤرخ على وجه التقريب استقرارها بالقاهرة بعد أن تركت ريف مصر بمديرية الدقهلية، حيث ولدت وترعرعت: «كانت هي إذ ذاك الصبية الناهدة، وكنتُ الفتى اليافع، شاهدتها على تخت الغناء، وعلى رأسها العقال، ولكنها استبدلت بحذاء الرجال حذاء نسويًا أنيقًا، وقد جلس إلى جانبها والدها الشيخ إبراهيم، وشقيقها الشيخ خالد، وشخص ثالث هو من أولاد عمها».
واشتهرت أم كلثوم بالنكتة وسرعة البديهة. ومن نكاتها «أنها كانت تستقبل مع المستقبلين في حفل، رئيس الحكومة المصرية سابقًا أحمد ماهر. وكان - رحمه الله - قصير القامة، الأمر الذي جعله يحس نقصًا في نفسه، فإذا مشى كان يجنح في مشيته إلى القفز ومد القامة من غير وعي.
وقفت السيدة أم كلثوم تلاحقه بنظراتها، ولاحظ أحمد ماهر هذا الأمر، فبعد أن صافحها همس في أذنها:
- لماذا تنظرين لي.. من فوق لتحت؟
وكان الجواب اللاذع: هو انت لك فوق.. أو لك تحت!».
حاول المرحوم طليمات لفترة من الزمان إقناعها باعتلاء المسرح، ولم يفلح في كل مساعيه. وفي ذات مرة، يقول طليمات، ولعلها أشفقت على ما أبذله من جهد في سبيل إقناعها، صارحتني قائلة: «لا تغتر بمظهري الباسم، وبتحاملي على العمل.. إنني إنسانة مريضة.. لقد عرفت الفاقة والحرمان منذ كنت طفلة وصبية، كنت أطوف مع والدي في قرى الريف ونجوعه نقيم الأفراح ونحيي الموالد، من أجل عشاء دسم وبعض دريهمات، وكنت أشرب من ماء الترع والمجاري، فكان أن أصبت بمرض (الدسنطاريا)، شفيت من هذا المرض في مظاهره، ولكن أعقابه ما برحت تلاحقني الآن كما تسمع، والعمل بالمسرح، كما عاينته، يتطلب أن أكون على صحة تسعفني على العمل طيلة شهر أو أكثر في حفلات متتابعة، وهذا لا يسعه جهدي، كيف يكون حالك، وحال الفرقة، إذا حجزني المرض عن العمل أسبوعًا، كما يقع في حياتي الجارية؟ إنه الخراب لك، وإنه العذاب لي..».
ثم أمسكت عن الكلام، يقول طليمات، وسادنا صمت ثقيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق