Powered By Blogger

الجمعة، 1 فبراير 2013

طرائف ومقالب وحواديت أم كلثوم
















لا يكاد ينجو أحد من مقالب أم كلثوم حتى الصحفي مصطفى أمين بكل حنكته, ففي عام 1953 سافرا إلى واشنطن وهناك دعا مصطفى أمين أم كلثوم إلى مطعم فاخر لتناول العشاء, ووجدت أم كلثوم الفرصة مناسبة لترتب مقلبا في مصطفى أمين فأخذت تضع إصبعها في القائمة على أصناف الطعام غالية الثمن مجاملة لها اختار هو نفس الأطعمة التي طلبتها أم كلثوم, وفي نهاية العشاء جاءت فاتورة الحساب

وحملقت أم كلثوم في وجه مصطفى أمين لترى الارتباك على وجهه, وأراد أن يحرمها من الشماتة فتمالك نفسه ولم يبد أي انفعال وتظاهر وكأن المبلغ المطلوب بسيطا جدا, ومد يده ليخرج حافظة النقود من جيبه, فإذا بها تعود خاوية, وبحث في كل الجيوب, لكنه لم يجد أي أثر للحافظة, وكانت أم كلثوم تراقب حيرته وتعاسته بسعادة لا حد لها, وبين كل لحظة وأخرى تعلق بنكتة على المفلس الذي دعا ضيوفه على العشاء, وقال لأم كلثوم: إنني نسيت محفظتي في الفندق
ورجاها أن تبقى في المطعم حتى يذهب إلى الفندق ويعود بالمحفظة لكنها رفضت الانتظار خشية ألا يعود وتشرب المقلب.. وطلب منها أن تقرضه ثمن العشاء ففتحت حقيبتها وأغلقتها مدعية أنها نسيت نقودها في الفندق فقال لها: إن معنى هذا أن مدير المطعم سيأخذنا إلى نقطة البوليس وسوف يضعنا في السجن حتى يأتي من يدفع الحساب.‏‏
وضحكت أم كلثوم وهي تتحدث عن العناوين الكبيرة التي ستنتشر في صحف مصر عن القبض على أم كلثوم ومصطفى أمين لأنهما حاولا أن ينصبا على مطعم كبير في واشنطن.‏‏
وفجأة هبط من السماء ملاك أبيض فقد دخل إلى المطعم أبو رزق صاحب أكبر محل للأزياء في واشنطن وما كاد يرى أم كلثوم ومصطفى أمين حتى أصر على دفع الحساب, وكانت أم كلثوم ترفض بشدة أن يدفع الحساب ومصطفى أمين يقول له:‏‏
ادفع يا أيوب بك ما فيش فرق بينا.‏‏
ودفع أبو رزق الحساب ونجا مصطفى أمين من مقلب ساخن
 
قامت مرة بتعريف ضيوفها بعضهم إلى بعض وعندما وصلت إلى جار لها كان موجودا قالت : وحضرته جارسومة (يعني جرثومة )

مرة كان واحد فقير وقالوا لأم كلثوم لازم نعول أبوه، قالت : طيب "منعول" أبوه..!!

كان الملحن القصبجي معها في مرة من المرات في القطار، فأخرج قلما أسودا وأخذ يصبغ شنبه، فقالت :شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم

حضرت مرة حفلة زفاف مع الشاعر أحمد رامي، وقام أحد المدعوين بمحاولة الغناء وكان صوته قبيحا فأدار رامي ظهره للمغني من النفور، فابتسمت أم كلثوم وقالت : اتعدل يارامي لحسن الغنا ييجي في ظهرك..!!

مرة في الأربعينات حضرة مبارة كرة قدم وكان جالس بجوارها أحد الباشوات وكان قصير القامة وضئيل الجسم جدا، وتصادف أن فتحت أم كلثوم حقيبة يدها لتخرج منديلها، فنظر الباشا إلى داخل الحقيبة مداعبا فقالت له أم كلثوم : حاسب ياباشا أحسن تقع فيها

وكانت "الست" تسمع تلاوات القرآن الكريم وترصد الملاحظات عليها، مرة استمعت إلى أحد المقرئين يتلو آيات عن جهنم وعذاب النار بنغمات تطريبية راقصة فقالت ناقدة : الله ! دي جهنم حلوة أوي !!

ومن المقالب التي عملتها "الست" مع المرحوم القصبجي...أرسلت في رمضان في أحد الأعوام بطاقات دعوة للإفطار باسم القصبجي إلى جماعة من معارفها، وحضر المدعوون إلى منزل القصبجي تلبية لدعوته التي لايعلم عنها شيئا، وفوجي القصبجي بالضيوف واحتار، وفي تلك اللحظة اتصلت به أم كلثوم تلفونيا وقالت له : باوصيك على الضيوف تفطرهم كويس !..المسكين القصبجي أخذ الضيوف لمطعم كبير ودفع الحساب لخمسة عشر شخصا..
تذكر أم كلثوم موقف طريف حصل معها في إحدى حفلاتها التى أقامتها نقابة المحاميين ، وتذكر الموقف الطريف الذي حدث على المسرح أثناء وصلاتها مع الأستاذ ألفونس نيقولا نقيب محاميي دمياط .


 
 
 كان الأستاذ ألفونس يجلس في منتصف الصف الأول أمام المسرح ، وفتحت الستاره ، ووقفت أمام التخت تحيي الجمهور
ووقف الأستاذ مقترباً من المسرح يصفق ، وكانت الأنوار الكاشفه تضيء أم كلثوم وتلقى ظلالها على الأستاذ ألفونس
الذي وقف شعره الأبيض ووجهه الأحمر وأهداب عينيه الصفراء يصفق بحراره شديده وحماس بالغ ، وقد كف المحامين عن التصفيق بعد أن إنحنت تحيه لهم تقديراً لترحيبهم ، وبالرغم من أن التخت بدأ يعزف مقدمة اللحن إلا أن الأستاذ ألفونس كان هو الوحيد الواقف بالقرب من المسرح ، فأرادت أن تعيده أم كلثوم إلى كرسيه قبل بداية الغناء فنظرت إليه باسمه وقالت له : ( أقعد يا أحمر محامي ) وضجت الصاله كلها بالضحك والتصفيق  
 
تذكر أم كلثوم أيضاً هذا الموقف الساخر الطريف عندما رجعت من رحلة العلاج في إنجلترا سنة 1950 ، فقد أقام لها شعراء الإسكندريه حفل تكريم بمناسبة رجوعها ، وجلس إلى يمينها السيد مرتضى المراغي محافظ الإسكندريه ، وإلى يسارها حسن ظاظا (مش عارف هو مين !!) المهم وتوالى الشعراء في إلقاء القصائد ، حتى جاء دور الشاعر فضل إسماعيل ، وبدأ يلقي قصيدته ، والظاهر أنه كان متقل العيار حبتين (هكذا تقول أم كلثوم ) ولم يكد يتم الشطره الأولى من المطلع حتى إنقطع التيار الكهربائي فجأه وساد المكان ظلام دامس وصمت مطبق ...

 
 
 قالت أم كلثوم بمرح : (جرى إيه يا أستاذ هي قصيده ولا غاره ؟ ) ، وحين هدأ الضحك ، صمم الشاعر على أن يستمر في الإلقاء برغم الظلام فأعاد تلاوة المطلع من الذاكره، وعاد صوت أم كلثوم يقول بإستنكار مرح (الله ده بيستعمانا ويشعر) ولم يتردد الشاعر فواصل الإلقاء وأنشد البيت التالي ، عندها مالت أم كلثوم على إذن المحافظ وقالت (يا خساره مش شايفه أسمع) وسرعان ما أحضر أحدهم شمعه وأشعلها وقربها من الشاعر ليقرأ على ضوئها ، وما أن رأت أم كلثوم الشمعه حتى مالت بإتجاه (الأستاذ ظاظا) وقالت بمرح (قصيده إيه المهببه دي) !! وعاد التيار الكهربائي ، ثم إستمر الشاعر في الإلقاء إلى أن وصل لهذا البيت ( أقسمت أنكِ في قلبي وفي خلدي .. وفي جناني فهل آمنت بالقسم ) أجابته على الفور (الحمدلله إنك مقلتش إني في البيت كمان ، كانت وقعتك بقت طين)

 
 ذات يوم دخل عليها أحد الصحفيين قصير القامه ليحصل على حديث صحفي منها ، صافحته وهي واقفه ، ولفت نظرها قصره الشديد ولم تقاوم الضحك ، وجدت نفسها تقول (أظن إن الواحد يقعد لك)

زارها أحد عازفي الفرقه يعرض عليها بدلته الجديده ، فقالت له (كويسه) ولكنه لم يقتنع وعاد يسألها .. لكن مش شايفه إنها واسعه شويه ؟؟ فقالت له (معلهش .. ربنا يضيقها عليك)


كما يحضرها موقف ذلك الوجيه الثري الذي كان يتحدث عن سيارته البونتيك الفاخره فقال أنه ورثها عن أبيه بعد وفاته وكان أبوه قد ورثها بدوره عن عمه الذي توفى بعد شرائها بشهر واحد ، فقالت له باسمه (يا سلام .. العربيه دي زي الدنيا تمام ) قال لها : ليه ؟؟ أجابته (كل من عليها فان)  
 
من طرائف بدايات ام كلثوم

قدم شخصان من مدينة العريش للتعاقد مع الست لاحياء حفل في مدينتهم وعندما طلبت مبلغا استكثراه قال لها احدهما.. معليهش ياست هاودينا ده احنا جايين مخصوص لك من العريش فقالت.. اتاريكو جايين انتو الجوز.

قيل فتح الستارة في احد حفلاتها عندما كانت تغني مع التخت تناولت (بمبوناية) وفتحت الستارة وظهرت الست جالسة ووراءها التخت الذي عزف المقدمة الموسيقية واعاد عزفها وام كلثوم تحاول الاتتهاء من البمبوناية فصاح احد السميعة.. ماتغني بقى ياست ..فاجابته على الفور ..لما تدوب
 
 
عندما كانت ام كلثوم تغني مع التخت في بداياتها كان والدها الشيخ ابراهيم البلتاجي من ضمن البطانة التي تردد وراءها وفي احد المرات واثناء غناء الانسة ام كلثوم اخذت والدها أغفاءة قصيرة (تعسيلة) ، وعندما اختتمت الانسة المقطع الذي تغنيه طالبها الجمهور بالاعادة بالهتاف المعتاد أعد أعد ولكنها لم تعد مايطلبوه مما حدا بأحد السميعة الى ان يقف قائلا لها
والنبي ياست وحياة ابوكي في نومته لتعيدي 
 
 
 
 
إليكم هذه الطرائف التي رواها الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور في مجلة إخر ساعة في عدد خاص بكوكب الشرق نشر بعد رحيلها مباشرة عن الدنيا وكان آخر حوار صحفي لأم كلثوم كما يقول أنيس منصور
تقول أم كلثوم لأنيس منصور وهي تضحك وتهتز بشدة صحيح إنت كنت تريد أن تغني ..والله غني ياشيخ .. غني والنبي خلينا نضحك شوية
وأقسم لها أنيس منصور أنه قد غنى لها وأقسم أن يروي لها كيف حدث هذا
أنيس منصور : كنت في فيينا من عشرين عاماً وهناك سمعت أن مهرجاناً للشباب قد إنعقد وذهبت وسألونى قلت مصري وسألوني طالب ؟ قلت نعم مع أني كنت مدرساً للفلسفة بكلية الآداب ولكن شكلي في ذلك الوقت يبدو كذلك ودفعوني إلى الميكرفون وسألوني عن الحياة في مصر وعن حرية الفتاة وعن الأدب والفن وإن كانت هذه زيارتي الأولى للنمسا فقلت الرابعة وأنها أعجبتني كثيراً وسوف أتردد عليها كلما جئت إلى أوروبا ثم جاءت اللحظة الرهيبة وأحسست أنني أحد رجال السيرك وأنني يجب أن أقفز من فوق إلى حوض ماء بارد على ظهر حصان عندما قيل لي هل تسمعنا النشيد القومي لمصر؟
وفي هذه اللحظة نسيت كل شئ وتساندت إلى الميكرفون ونشطت غريزة البقاء في وجه العاصفة وانفتح فمي يقول هلت ليالي القمر يحلى ما بنا السهر لأم كلثوم وقلتها بصوت شديد الحماس أو توهمت ذلك وأنزلوني ولا أقول أننى نزلت من فوق المنصة وجلست في مكان لا أرى فيه أحد وإنما كل ما حولي أصوات غامضة ووجوه مبهمة وأنا نفسي لا أعرف هل أنا غيرموجود أم كنت موجوداً
أم كلثوم : أحب أسمع الآن كيف فضحتنا عند الخواجات والله لازم أسمعك
أنيس منصور : وقفت وقلت متحمسا كأنني أهتف في مظاهرة هلت ليالي القمر
وضحكت أم كلثوم وهي تقول ولما أنت خوفت القمر بهذا الشكل طلع القمر ؟
وحكيت لها موقفاً آخر غنيت فيه لها وقلت حدث ذلك في اليابان في جلسة هادئة ضمت الأمريكي والإيطالي والفرنسي والهندي وكانوا جميعاً صحفيين وكان الذي دعانا رجلاً صينياً وغنى كل واحد منا أغنية ولم تكن الأصوات جميلة ومطلوب من كل واحد أن يترجم الأغنية لزملائه وتحشرجت الأصوات وتبعتها الضحكات وجاء دوري وقلت : وإحنا معانا قرد
أم كلثوم : ما هذا؟
أنيس منصور : صبرك وقلت وإحنا معانا قرد طالع في ليلة برد وقبل أن تقاطعني أم كلثوم قلت لها لقد نظرت إلى جواري فوجدت صاحب الدعوة كالقرد تماماً وغير معقول أن أردد وراءك وأحنا معانا بدر طالع في ليلة قدر
ولا أظن أنني رأيت أم كلثوم قد ضحكت من قلبها كما فعلت هذا اليوم في حديقة منزلها بالزمالك
 
 

هناك تعليق واحد: