Powered By Blogger

السبت، 13 أبريل 2013

القانون فى مصر الفرعونية

القانون فى مصر الفرعونية.

جاء سولون إلى مصر ٥٩٥ ق.م وقال: أخذنى أحد الكهنة إلى بيت أفلاطون الذى أقام فيه، وقال لى: هنا.. علمنا أفلاطون الفلسفة فى مصر طوال ١٣ عاماً! ثم ربت (طبطب) على كتفى قائلاً: أنتم أيها اليونانيون أطفال بالنسبة لنا!

وقد أقر أفلاطون بفضل مصر عليه حين ترك لنا فى كتابه القوانين: ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر.

جاء سولون من أثينا، ليدرس القانون فى مصر الفرعونية.. هذا القانون الذى يقول عنه الدكتور محمود السقا، والدكتور محمد أبوسليمة: كان القانون المصرى الفرعونى، مثالياً فى قواعده عادلاً فى أحكامه، عالمياً فى مراميه، بُنى على العدل والأخلاق وشتى الفضائل، كان علامة من علامات التكوين الحضارى التى كانت فطرة المجتمع المصرى التى فُطر عليها.

أخذ سولون.. القانون المصرى المعروف بقانون بوكخوريس، وعاد إلى أثينا.. ووضع قانوناً باسمه.. ألا وهو قانون سولون! ومرت الأيام..!

ذهبت لجنة رومانية تُدعى «لجنة الأشراف» من روما إلى اليونان.. لدراسة قانون سولون المبنى على قانون بوكخوريس المصرى، ووضعوا أسس القانون الرومانى المعروفة بـ: موسوعة جوستنيان، قانون الألواح الاثنى عشر ومرت الأيام وجاء نابليون بونابرت.. لينهل من القانون الرومانى.. ويضع قانوناً باسمه: قانون نابليون!! وتمر الأيام.. وتأتى مصر.. لتضع قوانينها فى العصر الحديث المستمدة من القانون الفرنسى..!

ويتحقق المثل القائل: بضاعتنا وقد ردت إلينا!!

عاشت مصر القديمة فى عزلة تامة.. فجاء قانونها من تراب مصرى بحت، نقياً فى مبادئه صافياً فى قواعده، دهشة للمؤرخين قاطبة لعظمة هذا القانون وسبقه الحضارى! (فلسفة وتاريخ القانون المصرى ـ د. محمود السقا، د. محمد أبوسليمة).

كانت مصر هى أول من وضعت: العدل أساس الملك.. وأن الفرعون يحيا بأعماله العادلة، وكان الملك يقدم تمثالاً لربة العدالة «ماعت» كل سنة، تذكيراً له بأن العدل هو أساس الحكم.. كما كان كل قاض يضع حول عنقه تمثالاً لربة العدالة «ماعت»، وهذه رسالة من أحد ملوك الأسرة ١٢ لأحد وزرائه: «حافظ على القانون واحرص على أن يتم كل شىء طبقاً للقانون، حتى يصل كل شخص إلى حقه».

وهذه رسالة أخرى من الملك «خيتى الرابع» أحد ملوك الأسرة العاشرة إلى ابنه ولى العهد: «هدئ من روع الباكى.. لا تجرد أحداً مما يملك.. لا تطرد موظفاً من عمله دون وجه حق.. لا ترفع ابن العظيم على ابن المتواضع.. بل قرب إليك الإنسان حسب كفاءته».

كان كل الناس أمام القانون المصرى سواء بسواء.. بينما كان قانون حمورابى (البابلى).. تختلف الأحكام به حسب الطبقة الاجتماعية!!

كانت المساواة كاملة بين الرجل والمرأة فى القانون المصرى الفرعونى.. كان لها الحق أن تمتلك الأراضى، العقارات، المنقولات، وأن تتصرف فيها كما تشاء (البيع.. الشراء.. الهبة) (المصدر السابق ص١١)، كما كان لها إرادتها الكاملة فى اختيار زوج المستقبل أو رفضه دون وصاية من أهلها وذويها، كما تساوت فى الحقوق الإرثية، الأخت كأخيها على قدم المساواة، وللزوجة حق إرث زوجها بالكامل، كما كان لها الحق فى الدفاع عن حقوقها فى المحاكم، سواء كانت مدعية أو مدعى عليها. ملحوظة: لم يُعرف نظام المحاماة إلا فى العصر الرومانى.

كتب القانون المصرى الفرعونى بصيغة بلاغية فى منتهى الإتقان، عبارات واضحة سليمة ومختصرة، كان القانون يصاغ فى محكمة العدل المسماة «دار حوريس الكبرى».

بعد هذا كله يأتى مطران خليل مطران ويدعى أن الفراعنة كانوا ظالمين.. استعبدوا شعبهم..! شأنه شأن كثيرين الآن بكل أسف.. ولكن أمير الشعراء أحمد شوقى يرد عليه قائلاً:

زعموا أنها دعائم شيدت

بيد البغى (الظلم) ملؤها ظلماء!

أين كان القضاء والعدل والحكمة

والرأى والنهى (العقل) والذكاء؟

إذا كان غير ما أتوه فخار

فأنا منك يا فخار.. براء!