تعتبر هذه الفرقة واحدة من الفرق النادرة الشاهدة على أحداث تاريخية بارزة في مصر، حتى أن صحفاً فرنسية وصفتها بأقدم فرقة في الشرق الأوسط تعزف ألحاناً شرقية بآلات غربية، وهي على حالها منذ أسسها عام 1860، الشاويّس حسب الله، وتضم 11 عازفاً على آلات نحاسية والطبل المحلي والنقرزان وغيرها. يقول رئيس الفرقة عزت الفيومي (حفيد حسب الله) أن الزمن تغيّر ولم يعد الطلب كبيراً، خصوصاً ان القاهرة تشهد حالياً مئات الفرق الموسيقية. ويضيف الفيومي أن الفرقة تشارك من وقت الى آخر في مهرجانات عربية آخرها منذ أربع سنوات في مهرجان للفنون الشعبية في السعودية.
ويعتبر الفيومي أن للفرقة تاريخاً عريقاً اذ أقامــــت حفلة للخديوي عباس في قصره، وعــــزفت أمــــام الملك فؤاد ومــــن بعده الملك فاروق، وأحيت العديد من الحفلات للأمراء العرب. وسافرت الى دول أوروبية عدة منها انكلترا وفرنسا وأسبانيا. لكن الحال تغيّرت اليوم، وتجاهد الفرقة من أجل الحفاظ على تراثها الشرقي.
ترتدي الفرقة منذ تأسيسها زيها الاحمر الذي اشتهرت به ، إلى الأزرق أوالأخضر. حسب الطلب. ويتقاضى العضو فيها حوالى 60 جنيهاً عن كل حفلة يقدمها، ويختلف عدد أفراد الفرقة من حفلة إلى أخرى. ويقول العم «بلبل» الذي هو بمثابة مدير أعمال الفرقة إنهم يشتاقون إلى زمن الفن الجميل حينما كانت شهرتهم كبيرة، والكل يطلبونهم بالاسم.
يجمع موسيقيو الفرقة على أن الشاويش حسب الله كان أنيقاً في ملابسه وليس كما أظهرته بعض الأعمال السينمائية، لدرجة أن أزرار جاكيته كانت من الذهب الخالص. ومن شاهد فيلم « شارع الحب» يلاحظ كيف تقمص الممثل عبد السلام النابلسي شخصية حسب الله السادس عشر قائد الفرقة.
وشاركت الفرقة في العديد من الأفلام السينمائية منها، فيلم «بمبة كشر» مع نادية الجندي و»بلية ودماغه العالية» مع محمد هنيدي. ولا تزال الفرقة تعزف « السلام الخديوي» الذي كانت تعزفه في الماضي ، وتحافظ على التقاليد نفسها. فتصطحب العريس من شقته الى مكان زفافه، من دون أن يمس تقاليد تلك الفرقة تغير من متغيرات العصر. لكن الفرقة تواجه حالياً شبح الاندثار فأفرادها من كبار السن، و أولادهم اتجهوا الى أعمال أخرى بعيداً من الغناء، وربما تكون آخر أجيال فرقة حسب الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق