يعشقون غرفة «إنت عمري»، ويهجرون غرفة «يا ظالمني»
القاهرة: عبد المنعم زين العابدين
لو نطقت الأرض بالعربي كما قال الشاعر الراحل فؤاد حداد، لأكدت أن الأرض في تلك المنطقة المطلة على نيل الزمالك من شارع أبو الفدا، كلثومية المذهب والهوى، ولو كانت «كوكب الشرق» أم كلثوم، علمت بأن فيلتها التي اختارت موقعها بعناية وصممتها بدقة، سيتم هدمها بعد وفاتها وتصبح برجاً سكنياً يحمل في طوابقه الأولى فندقا يحمل اسمها، لأوصت بالإبقاء على منزلها على حاله. فهنا وفي تلك الزاوية سارت الست، وهنا جلست ترشف كوب الشاي في حديقة الفيلا، بينما شهدت شرفتها لقاء مع شاعر أو كاتب أو موسيقي. لكن طبقا لقاعدة دوام الحال من المحال، نبقى أمام الأمر الواقع، وأمام فندق أم كلثوم تجدك في حالة من الحنين والشوق لتلك المرحلة التي ملأتها «الست» أصالة وفنا وطربا، يمنحك الفندق الكثير منها. فما بين صدى أغنياتها التي تتردد في أرجاء الفندق في تناغم رائع، وما بين صورها وهي تملأ ممراته وغرفه التي يحمل كل منها اسم عمل لها، تعيش في حالة كلثومية لن تنساها بالإقامة في فندق أم كلثوم.
عماد محرز، مدير فندق أم كلثوم، اصطحبنا في رحلة مع تفاصيل أكثر عن الفندق الذي أقيم مكان فيلا أم كلثوم، التي أقيمت في الماضي على مساحة 1500 متر، وتم هدمها وبناء برج وفندق أم كلثوم عام 2000، وأضاف: «الفندق يضم 150 غرفة وجناحا، يحمل كل منها اسم أغنية من أغاني «كوكب الشرق»، التي يزيد عددها على 700 أغنية، ولأن أغلب رواد الفندق من الخليجيين، فهم يعرفون جيداً من هي «كوكب الشرق»، ويحفظون أغانيها عن ظهر قلب، فيأتي الضيف ويطلب حجز غرفة «سيرة الحب» على سبيل المثال، لأنه يحبها أو لارتباطها لديه بذكرى محببة لنفسه، وأحياناً تكون الغرفة التي طلبها محجوزة، فيغضب وعندما أجد له غرفة جيدة جداً من حيث المواصفات والامتيازات قد يرفضها لمجرد أن اسمها «سهران لوحدي» أو «حياتي عذاب» أو «يا ظالمني». وقد أجرينا إحصاء لمعرفة أكثر الغرف التي تشهد إقبالا على الإقامة بها، فوجدنا أنها وبالترتيب: «إنت عمري» وتليها «هذه ليلتي» و«افرح يا قلبي» و«الأطلال»، حتى أن تلك الغرف قد تظل محجوزة لمدة عام مقبل. أما أكثر الغرف التي تعاني من هجران النزلاء لها فهي «يا ظالمني»، حتى أن إدارة الفندق فكرت في تسمية أكثر من غرفة بأسماء الأغنيات المحببة للنزلاء كأن نجعل على سبيل المثال خمسة غرف تحمل اسم «إنت عمري»، لكننا تراجعنا لتنافي ذلك مع بروتوكول وأصول عمل الفندق، حيث يشعر النزيل بتفرده بالنزول في الغرفة التي يحبها». في كل الأحوال يبقى فندق أم كلثوم عائليا بالدرجة الأولى، لذلك لا يوجد به بار أو خمور أو صالة للديسكو، حيث فضلت إدارة الفندق أن تظل روح الأصالة والعراقة التي جسدتها «كوكب الشرق» في أغانيها وحياتها، باقية في هذا المبنى وسط الصخب الذي بات يعيشه العالم. كما تتميز جميع الغرف والأجنحة باتساعها وتوفر جميع الخدمات بها، ميزة لن تنساها في فندق أم كلثوم. وبخاصة مع التنسيق الذي تحظى به ممتلكاتها التي تركها ورثتها لبناء الفندق، من صور وبعض المقاعد، كما يضم الفندق جناحا خاصا بمقتنيات «كوكب الشرق» يشمل أثاث منزلها والفونوغراف الخاص بها، بالإضافة لبعض اللوحات والصور النادرة جداً لها حتى أن كثيرا من زوار الفندق يفضلون الجلوس في هذا الجناح. أما أهم ما يميز فندق أم كلثوم، فهو أنه في أي وقت يشدك فيه الحنين لسماع صوتها شادياً بأغنية محددة، فما عليك إلا أن تطلب من إدارة الفندق سماع تلك الأغنية. كما يمكنك أن تطلب من إدارة الفندق إذاعة أغاني «كوكب الشرق» المحببة لك، فتتوالى إذاعتها على السماعات الخاصة بغرفتك المطلة على نيل القاهرة، فتبحر في رحلة مع ذكرياتك، ونغمات أم كلثوم.
سعر الغرفة شاملة الإفطار يبلغ 140 دولاراً، بينما يصل سعر الجناح 250 دولارا. ويضم الفندق أكثر من قاعة تصلح للاجتماعات أو المؤتمرات أو حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، وبخاصة قاعة صاحبة العصمة المطلة على النيل التي تسع أكثر من ستمائة شخص، والمميزة بديكورها الشرقي الراقي، أما مطعم أنغام، فهو أحد مطاعم الفندق ويتميز بوجباته المصرية والشرقية، بينما يقدم مطعم سيلنتور بديكوره وموسيقاه الحديثة، أشهر الأطباق الغربية. أما كوفي شوب أوتار، فيتميز بملامحه العربية الخالصة من حيث المشروبات وتصميم الديكورات المبهرة ووصلات الموسيقي التي يقدمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق