علاقة أم كلثوم بالمغرب قبل زيارة 1968
بالبحث في المصادر عن بيانات حول علاقة أم كلثوم بالمغرب وأهله وقادته قبل زيارتها الفعلية لهذا البلد في الفترة من 29 فبراير إلى 20 مارس 1968 ، يمكن تسجيل مجموعة المحطات التاريخية الهامة :
لم تذكر المراجع أن وفد المغرب لمؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد بالقاهرة في سنة 1932 التقى بالسيدة أم كلثوم في أول احتكاك بين فناني المغرب ومصررغم أن أم كلثوم حضرت المؤتمر.
في غضون 1950 زارالباشا التهامي الكلاوي حاكم مدينة مراكش عاصمة الجنوب المغربي مصر في طريقه لأداء فريضة الحج ، وذكرت المصادر أنه التقى بالسيدة أم كلثوم في بيت قوت القلوب الدمردشية في القاهرة ، ويحتمل أن يكون قد دعاها إلى زيارة مراكش وهو الذي استضاف في مراكش شارلي شابلن ومغنية الأوبرا العظيمة إرين شنتال والمغني الفرنسي موريس رافيل وفريد الأطرش وسامية جمال وإسماعيل ياسين ويوسف وهبي غير أن أم كلثوم لم تكن تغادر مصر إلا لماما .
أول لقاء رسمي بين مسؤول مغربي و السيدة أم كلثوم كان بمناسبة احتفالات الجلاء في 18 يونيو 1956 ، حيث مثل المغرب في هذه الاحتفالات ولي العهد الأمير مولاي الحسن / الملك الحسن الثاني لاحقا ، وكان يشغل آنذاك منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية المغربية ، وهذا سر ظهوره باللباس العسكري
29 فبراير1968 وصول السيدة أم كلثوم إلى المغرب بعد رحلة جوية شاقة
تأخرت طائرة الست عن ميعاد وصولها بست ساعات فغنى المستقبلون فات المعاد وبقينا بعاد
بسبب رداءة أحوال الطقس فشل ربان الطائرة في النزول بمطارالرباط فغيرت الطائرة مجراها إلى مدينة الدار البيضاء
ثومة تنزل بمطار أنفا بالدار البيضاء من غير ميعاد مسبق وتتوجه إلى مقر إقامتها بالرباط عبر سيارات الأجرة
عزيز السغروشني مدير مسرح محمد الخامس يقدم كبارملحني المغرب أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي وعبد الوهاب أكومي
منذ
أن أعلن عن قدوم أم كلثوم إلى المغرب ، ظل الكل ينتظر اليوم الموعود
الخميس 29 فبراير 1968 ، وكما كان مرتبا كان منتظرا أن تصل الست في طائرة
خاصة من نوع كارافيل لمطار الرباط سلا على الساعة العاشرة والنصف مساء ،
وصلت لجنة الاستقبال التي أوفدها جلالة الملك الحسن الثاني إلى قاعة المطار
وكانت فنية بالأساس فقد رأى المغاربة أن خير من يستقبل الفنان هو زميله
الفنان ، وكان يترأس لجنة الاستقبال هذه جليس الملك ومستشاره الفني
الموسيقار أحمد البيضاوي بمعية الملحنين عبد القادر الراشدي وعبد الوهاب
أكومي وعزيز السغروشني مدير مسرح محمد الخامس المؤسسة التي ستستضيف حفلات
أم كلثوم ، ومن الرسميين كان هناك السيد حسن فهمي عبد المجيد سفير
الجمهورية العربية المتحدة بالرباط والسيد المهدي زنطار سفيرالمملكة
المغربية بالقاهرة وبعض أفراد الجالية العربية ، ثم أعلن أن الطائرة ستصل
في الحادية عشر وخمس دقائق وبعدها جاء الخبرأن طائرة السيدة أم كلثوم لن
تصل قبل الرابعة صباحا فرجع الكل البعض نام والبعض ظل ينتظر ، وابتداء من
الساعة الثالثة والنصف صباحا تقاطرت أفواج الصحفيين والمستقبلين على المطار
وأخذ الكل ينتظر،على الساعة الرابعة والربع صباحا دق ناقوس وتبعه صوت
مبحوح عبر مكبر الصوت ربما من السهر يقول نعلن أن الطائرة القادمة من
القاهرة ينتظر وصولها على الساعة 4.45 دقيقة ، عند ذاك غنى الكل فات المعاد
وبقينا بعاد بعد دقيقة ونصف عاد نفس الصوت ليعلن أن الطائرة القادمة من
القاهرة ستصل في الخامسة وعشرة دقائق لم يعد الانتظار يطاق .. ثم سمع أزيز
الطائرة فتنفس الكل الصعداء حام ربان الطائرة في سماء المطار لكنه أخبر برج
المراقبة أنه يتعذر عليه النزول بسبب الأمطار والضباب الكثيف اللذين
يمنعان عليه الرؤيا ولن يغامر بإنزال الطائرة التي تقل الصوت المعجزة فأشار
عليه برج المراقبة بتغيير اتجاه الطائرة نحو أقرب مطار وهو مطارأنفا
بالدار البيضاء، سقط الخبر كالصاعقة وارتبكت لجنة الاستقبال فالتوجه إلى
الدار البيضاء كان يتطلب آنذاك ساعة ونصف على الأقل بالسيارات وقد تصيرمع
أحوال الطقس الرديء ساعتان ونيف ، بدأ أعضاء لجنة الاستقبال يجرون
اتصالاتهم بالدار البيضاء لكن أغلب المسؤولين كانوا نائمين في هذه الساعة
المبكرة ، حطت طائرة أم كلثوم بمطار أنفا بالدار البيضاء بسلام ونزلت
السيدة أم كلثوم وفوجئت بهذا النزول كما فوجيء مسؤولو المطاروانتظرت ساعة
بقاعة المطار وتعذر الاتصال بالمسؤولين لاستقبالها ونقلها فتضايقت كثيرا من
طول الانتظار خصوصا أن أحدا لم يكن يستطيع التصرف إلى أن تطوع بعض مسؤولي
المطارالذين حجزوا لها سيارات الأجرة التي أقلتها رفقة مرافقيها إلى مدينة
الرباط ، كانت تلك بداية عصيبة جدا لواحدة من أنجح الزيارات الخارجية لأم
كلثوم عبر مسيرتها الطويلة .
وصلت
السيدة أم كلثوم للرباط صبيحة يوم الجمعة 01 مارس 1968 ، واستقر بها
المقام في فندق هيلطون وكان حينها من أفخم فنادق العاصمة ، أعلن رسميا عن
مواعيد الحفلات العامة الثلاث التي ستقام بمسرح محمد الخامس على الشكل
التالي :
الحفلة الأولى : يوم الاثنين 4 مارس ؛
الحفلة الثانية : يوم الجمعة 8 مارس ؛
الحفلة الثالثة والأخيرة : يوم الثلاثاء 12 مارس؛
الحفلة الأولى : يوم الاثنين 4 مارس ؛
الحفلة الثانية : يوم الجمعة 8 مارس ؛
الحفلة الثالثة والأخيرة : يوم الثلاثاء 12 مارس؛
ومما
اتفق عليه بين الست والمنظمين أن حفلاتها لن توزع من أجلها أي استدعاءات ،
حيث سيكون الشباك وحده طريق المرور إلى سهرة السيدة الكبيرة .
كان أكثر ما يشغل بال عشاق أم كلثوم هو الحصول على تذكرة تمكنهم من ولوج إحدى الحفلات الثلاث ، لكن الرياح جاءت بما لا يشتهيه ذوو الدخل البسيط والمتوسط ، فقد حددت أثمان التذاكر تبعا للقرب أو البعد من ركح المسرح بالدرهم المغربي كالتالي ( وحتى يأخذ الإخوة العرب فكرة عن الأسعار ثمن الدولار الأمريكي حينها يقابله 1 ، 5 درهم مغربي ) :
120 درهما مغربيا / 50 ،23 دولار
150 درهما مغربيا / 40 ،29 دولار
180 درهما مغربيا / 30 ،35 دولار
كانت الأسعار أضعاف أضعاف ثمن تذاكر حفلاتها بمصر، وكان سعر التذكرة الواحدة آنذاك قد يستنفذ ثلث الأجر الشهري لموظف بسيط ، والسبب في الصعود الصاروخي لأثمان التذاكر أن المغرب دفع 36 ألف جنيه إسترليني نظير مجيء أم كلثوم ستنضاف كلها إلى المجهود الحربي فكان لزاما أن تغطي الإيرادات هذا المبلغ الضخم آنذاك ، وفيما كان الكل ينتظر مراجعة أثمان التذاكر، أنقذ التلفزيون المغربي الموقف فقد تعاقد على نقل حفلات أم كلثوم على الهواء مياشرة مقابل 00 ، 60000 درهم للحفلة الواحدة ، ويحكى أنه في تلك الفترة كانت هنالك ضريبة اسمها ضريبة التلفزيون يدفعها كل من يتوفر على جهاز استقبال وكان المغاربة يتضايقون من دفعها إلا أنه ومع هذه الالتفاتة من التلفزيون أعلن كثيرون أنهم سيدفعون الضريبة هذا العام بكل أريحية .
كانت أبرزت الطقوس التي سبقت الحفلة الأولى هو خياطة فستان أم كلثوم الذي ظهرت به في الحفل المذكور، نقلت روايات كثيرة عن هذا الفستان وزعم أكثر من خياط ومحل للألبسة التقليدية بالرباط أن القفطان الأسطورة كان من عنده ، إلا أن أصح الروايات جاءت على لسان السيدة خديجة بنونة من عائلة بنونة بتطوان التي كانت لأفرادها علاقة خاصة بأم كلثوم ، فقد حكت في برنامج في التلفزيون المغربي أنها كانت تعرف قياس أم كلثوم واشترت ثوبا من نوع الموبرا - لا أدري ما يسمونها في مصر وباقي البلدان العربية - وهوثوب ناعم وفاخر يلبس في الشتاء ودفعته إلى خياط تقليدي بالرباط واستغرقت حياكته خمسة عشر يوما وأبى صاحب المحل أن يأخذ مقابل عمله إكراما للسيدة أم كلثوم .
كان أكثر ما يشغل بال عشاق أم كلثوم هو الحصول على تذكرة تمكنهم من ولوج إحدى الحفلات الثلاث ، لكن الرياح جاءت بما لا يشتهيه ذوو الدخل البسيط والمتوسط ، فقد حددت أثمان التذاكر تبعا للقرب أو البعد من ركح المسرح بالدرهم المغربي كالتالي ( وحتى يأخذ الإخوة العرب فكرة عن الأسعار ثمن الدولار الأمريكي حينها يقابله 1 ، 5 درهم مغربي ) :
120 درهما مغربيا / 50 ،23 دولار
150 درهما مغربيا / 40 ،29 دولار
180 درهما مغربيا / 30 ،35 دولار
كانت الأسعار أضعاف أضعاف ثمن تذاكر حفلاتها بمصر، وكان سعر التذكرة الواحدة آنذاك قد يستنفذ ثلث الأجر الشهري لموظف بسيط ، والسبب في الصعود الصاروخي لأثمان التذاكر أن المغرب دفع 36 ألف جنيه إسترليني نظير مجيء أم كلثوم ستنضاف كلها إلى المجهود الحربي فكان لزاما أن تغطي الإيرادات هذا المبلغ الضخم آنذاك ، وفيما كان الكل ينتظر مراجعة أثمان التذاكر، أنقذ التلفزيون المغربي الموقف فقد تعاقد على نقل حفلات أم كلثوم على الهواء مياشرة مقابل 00 ، 60000 درهم للحفلة الواحدة ، ويحكى أنه في تلك الفترة كانت هنالك ضريبة اسمها ضريبة التلفزيون يدفعها كل من يتوفر على جهاز استقبال وكان المغاربة يتضايقون من دفعها إلا أنه ومع هذه الالتفاتة من التلفزيون أعلن كثيرون أنهم سيدفعون الضريبة هذا العام بكل أريحية .
كانت أبرزت الطقوس التي سبقت الحفلة الأولى هو خياطة فستان أم كلثوم الذي ظهرت به في الحفل المذكور، نقلت روايات كثيرة عن هذا الفستان وزعم أكثر من خياط ومحل للألبسة التقليدية بالرباط أن القفطان الأسطورة كان من عنده ، إلا أن أصح الروايات جاءت على لسان السيدة خديجة بنونة من عائلة بنونة بتطوان التي كانت لأفرادها علاقة خاصة بأم كلثوم ، فقد حكت في برنامج في التلفزيون المغربي أنها كانت تعرف قياس أم كلثوم واشترت ثوبا من نوع الموبرا - لا أدري ما يسمونها في مصر وباقي البلدان العربية - وهوثوب ناعم وفاخر يلبس في الشتاء ودفعته إلى خياط تقليدي بالرباط واستغرقت حياكته خمسة عشر يوما وأبى صاحب المحل أن يأخذ مقابل عمله إكراما للسيدة أم كلثوم .
أول نشاط رسمي لأم كلثوم في المغرب
أجواء الحفلة الأولى الاثنين 04 مارس 1968
مسرح محمد الخامس
مسرح محمد الخامس
أشقاء من الجزائروتونس وليبيا حلوا بالرباط لحضورالحفلة الأولى ؛
حفلة 4 مارس تدخل التاريخ من بابه الواسع كأول حفلة لأم كلثوم تبث على الهواء مباشرة في التلفزيون ؛إذاعات الجزائر وتونس وليبيا وصوت العرب كانت كلها متوقفة على موجات إذاعة الرباط ؛
حضور إعلامي كثيف للصحافة العربية والمغربية ؛
الجمهورالمغربي حيى بشدة الالتفاتة الكلثومية بالظهور بالزي التقليدي المغربي ؛
أم كلثوم تخرج عن مألوفها في أداء الأطلال والجمهور يتفطن ويتجاوب...
أم كلثوم قالت عقب الحفلة أنها كانت مستعدة لأن تغني حتى الصبح ...
كان يوم الاثنين 04 مارس 1968 يوما مشهودا في التاريخ الفني للمغرب ، فقد أعلن يوم عطلة رسمية تتعطل فيه الإدارات والمصالح الحكومية وبعض مؤسسات القطاع الخاص ، وكانت الرباط يومها قبلة المغرب والعالم العربي ، مجموعة من الأشقاء الجزائريين قطعوا الطريق من الجزائر إلى المغرب عبر الطائرات والسيارات وكانت حينها الحدود مفتوحة بين البلدين ، وكتب أيضا عن عشاق آخرين حضروا من تونس وليبيا ، وحسب الصحافة المغربية الصادرة آنذاك فإن أكبر نسبة من المغاربة الذين جاءوا إلى الرباط لحضور الحفلة الأولى كانوا من مدينتي فاس والدار البيضاء ، صالونات الحلاقة في الرباط عرفت رواجا منقطع النظير فقد اصطفت النسوة في طوابير ينتظرن دورهن لتوظيب الشكل وحضور الحفلة بأبهى صورة ممكنة ، أما الفقراء ومحدودو الدخل فقد دخلوا بيوتهم لأن التلفزة المغربية أعلنت أنها ستنقل الحفلة مباشرة على الهواء ، وقد كتب آنذاك أن تلك كانت أول مرة في التاريخ تنقل فيها حفلة لأم كلثوم في التلفاز على الهواء مباشرة ,وإذا صح هذا القول فإن حفلة 04 مارس 1968 تكون قد دخلت التاريخ من بابه الواسع ، وما دمنا نتحدث عن الصحافة والإعلام فقد حضر مراسلو الصحافة المغربية عن بكرة أبيهم ، وحضر من لبنان مبعوث مجلة الشبكة ، ومن مصر حضر مراسل جريدة الأهرام و الصحافي سمير توفيق عن جريدة أخبار اليوم ومن التلفزة المصرية حضرت الصحافية أماني ناشد بجانب فريق من التقنيين كما حضر فريق صحفي من إذاعة صوت العرب ، أما النقل الإذاعي فحدث ولا حرج فقد حكي أن إذاعات الجزائر وتونس وليبيا وصوت العرب كانت كلها متوقفة على موجات إذاعة الرباط . في مدخل المسرح كانت هنالك شركة مغربية لم يعد لها وجود اليوم اسمها ماركفون استغلت الحدث لتبيع أسطوانات السيدة أم كلثوم بأسعار مخفضة فرجال البرنس لايفوتون هكذا فرصة ، ويوم 4 مارس تذكركبار سميعة المغرب الأستاذ محمد بنونة الكلثومي الأول بالمغرب الذي طالما تمنى أن يرى أم كلثوم بالمغرب وتمنى الكل لوكان حاضرا إلا أنه كان قد توفي سنة 1966 عامين قبل مجيء أم كلثوم ، ومن الأساطير التي حكيت عن الحفلة أن الملك الحسن الثاني حضر الحفلة شخصيا لكن رجال الإعلام والجمهور لم ينتبهوا لحضوره ولم يذكر أحد هذه الواقعة ولعل السبب أن المقصورة الملكية في مسرح محمد الخامس كانت معزولة عن الجمهور ولها مدخل خاص بحيث يمكن للملك أن يلج الحفل دون أن يشاهده أحد .
في الموعد رفعت الستارة ودخلت أم كلثوم وخلفها الفرقة الموسيقية يتقدمها عبده صالح عازف القانون الشهير الذي تعاطف معه المغاربة كثيرا بسبب معاناته من مضاعفات مرض القلب ، كانت مفاجأة الجمهور المغربي كبيرة حين ظهرت أم كلثوم وهي ترتدي قفطانا مغربيا تقليديا كان حلوا عليها وكانت حلوة فيه وتعالت لهذه الالتفاتة الكلثومية نحو المغرب وأهله الزعاريد وتصاعد التصفيق حتى اهتزت جدران المسرح وصدق الصحفي عبده من جريدة العلم حين تنبأ أن مسرح محمد الخامس لم يعرف في ماضيه ولن يعرف في مستقبله حدثا كهذا .
بدأ العزف والمقدمة الموسيقية فاكتشف الجميع الأغنية الأولى التي طالما كثرت حولها التنبؤات لم تكن سوى أمل حياتي رائعة بليغ حمدي ، بلغ الانسجام أشده بين الجمهور وأم كلثوم ، وانتهت الوصلة الأولى ، ولم يكن لأم كلثوم أن تنهي حفلتها دون أن تغني قصيدة من الشعرالعربي الفصيح فكانت الأطلال ، الأغنية التي سبق صيتها أم كلثوم إلى المغرب وكان الاختيار موفقا فقد تصاعد تجاوب الجمهور، ولقد أرادت السيدة أم كلثوم أن تختبرالجمهور الذي ينصت إليها وعند نطقها معصمي شددت الصاد فتعالت صيحات الجمهوروعند كلمة كم عادت وشددت الميم فتعالت الصيحات بشكل أكبرفعلمت الست أنها أمام جمهور لايقل أذنا عن جمهورها في القاهرة ، بعدها بأيام أطلقت جريدة العلم المغربية على الوصلة الثانية الأطلال الجديدة التي أعادت أم كلثوم تلحينها ، وفي وقت لاحق نوهت أم كلثوم إلى هذه الحادثة وأثنت على جمهور المغرب .
أجواء الحفلة الثانية الجمعة 8 مارس 1968 مسرح محمد الخامس
الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني يحضرالحفلة الثانية وأم كلثوم تعيد غناء الأطلال للمرة الثانية تلبية لطلبه ؛
سكان مدينة فاس يهدون لأم كلثوم شمعة فاخرة من أحد الأولياء الصالحين بمدينتهم وأم كلثوم تطبع قبلة عليها تبركا ؛
المنظمون أطلقوا ثلاث حمائم استقرت احدها على المسرح لتنصت لأم كلثوم بكل خشوع.
صورة حصرية من حفلة 08 مارس لأول مرة تسرب
طيلة الأيام الثلاثة الفاصلة بين حفلتي 04 مارس و 08 مارس لم يكن في حديث يدور في الشارع المغربي وفي الإعلام إلا عن الحفلة الموالية وما ستقدمه الست لجمهورها ، لم يفتر الإقبال على التذاكر بل إن بعض صحف ذلك الزمن أوردت أن نصف الذين حضروا حفلة 04 مارس هم الذين حجزوا تذاكر حفلات 08 مارس ، وفي مساء 8 مارس كانت أجواء أخرى مخالفة فقد ملأ المسرح زهور ورياحين وحضر الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني الحفلة فتغير برنامج الأغاني فقد كان المنطق يقتضي أن تقدم الست أغنية لم تقدمها في الحفلة الأولى ، إلا أن الأمير طلب منها أن تعيد غناء الأطلال ربما لغيابه عن الحفلة الأولى فاستجابت الست بكل أريحية ، سكان وأهالي مدينة فاس أهدوا لأم كلثوم شمعة من الولي الصالح مولاي إدريس دفين مدينة فاس طولها مرتين من الشمع الأخضر مرصعة بخيط من الذهب قدمها نيابة عنهم ابن مدينة فاس الشاعر والزجال المغربي أحمد الطيب العلج أنظر الصورة وهو يقدم الشمعة بمعية أحد شيوخ الضريح ، وحين تسلمت أم كلثوم الشمعة طبعت عليها قبلة أمام الجمهور ، فهل كانت السيدة الجليلة تؤمن ببركة الأولياء ؟
غنت أم كلثوم في الوصلة الأولى فات الميعاد – ربما إيحاء لحادثة الوصول في المطار – فأمتعت ، وأعادت الأطلال تلبية لطلب الأمير عبد الله فكان أداؤها قريبا من أداء الحفلة الأولى ، في تقديري الشخصي لم تعرف الحفلة الثانية توهج الحفلة الأولى لظروفها الخاصة جدا فقد كان المغاربة يستعدون لعيد الأضحى الذي سيحل بالمغرب بعد يومين .
الأحد 10 مارس 1968
عيد الأضحى يدرك أم كلثوم بالمغرب
عيد الأضحى يدرك أم كلثوم بالمغرب
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ, بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أبو الطيب المتنبي
أبو الطيب المتنبي
الملك الحسن الثاني يهدي أم كلثوم كبش العيد والسيدة تصرعلى نحره في بيت أسرة فقيرة بالرباط
يوم
السبت 09 مارس 1968 حل عيد الأضحى بمصر، ونستطيع أن نجزم أن تلك كانت
المرة الوحيدة التي أمضت فيها أم كلثوم العيد بعيدا عن مصر وعن أجواء العيد
في القاهرة ، في اليوم الموالي الأحد 10 مارس حل عيد الأضحى بالمغرب ، وفي
التفاتة كريمة من الملك الحسن الثاني رحمه الله أهدى لأم كلثوم كبش العيد
حتى تضحي مع المغاربة تماما كما كانت تفعل في القاهرة وحتى لاتحس بغربة
العيد في المغرب ، شكرت أم كلثوم الملك على مبادرته الكريمة لكنها أعلنت عن
رغبتها في نحرالأضحية في بيت أسرة مغربية فقيرة ، وكانت الأسرة السعيدة
التي وقع عليها الاختيارهي أسرة السيد عبد الفتاح الناصري وهوسائق في عمالة
الرباط سلا (العمالة في المغرب هي ما تقابله المحافظة في مصر) أب لطفلين
وقضى في عمله 35 سنة خدمة ، وإلى اليوم لايعرف أحد كيف وقع الاختيارعلى هذا
المحظوظ والمعايير التي اعتمدت في اختياره .
حلت أم كلثوم ببيت الرباطي المحظوظ الذي يقطن بحي حسان وسط فرحة عارمة وبهجة الأطفال وزغاريد النساء وحضرت مراسيم نحر الأضحية ثم توجهت إلى بيت الموسيقار أحمد البيضاوي الذي استقبلها وأعضاء فرقتها ليشاركهم فرحة العيد ، بعدها توجهت إلى بيت السيد حسن فهمي عبد المجيد سفير مصر المعتمد بالرباط وتناولت هناك الأطباق المصرية الأصيلة التي تعد في مثل هذه المناسبات ثم توجهت إلى مقر إقامتها بفندق هيلطون لتمضي بقية يوم عيد ليس كسابقيه .
حلت أم كلثوم ببيت الرباطي المحظوظ الذي يقطن بحي حسان وسط فرحة عارمة وبهجة الأطفال وزغاريد النساء وحضرت مراسيم نحر الأضحية ثم توجهت إلى بيت الموسيقار أحمد البيضاوي الذي استقبلها وأعضاء فرقتها ليشاركهم فرحة العيد ، بعدها توجهت إلى بيت السيد حسن فهمي عبد المجيد سفير مصر المعتمد بالرباط وتناولت هناك الأطباق المصرية الأصيلة التي تعد في مثل هذه المناسبات ثم توجهت إلى مقر إقامتها بفندق هيلطون لتمضي بقية يوم عيد ليس كسابقيه .
أجواء الحفلة الثالثة الثلاثاء 12 مارس 1968 مسرح محمد الخامس الرباط
هل استجابت أم كلثوم في برمجتها لأغاني حفلة 12 مارس لتوقعات صحيفة مغربية ؟
الفنان التشكيلي المغربي كمال الزبدي يقدم لوحته التشكيلية أطلال هدية للسيدة أم كلثوم ؛الصحافة المغربية انتقدت صخب الجمهور المغربي في الحفلات السابقة و جمهور12 مارس رد برفع الصلاة والسلام على النبي .
أم كلثوم تقدم في 12 مارس 1968 واحدة من أفضل حفلاتها العامة عبر تاريخها الفني الطويل.
تعد
حفلة 12 مارس 1968 بدون منازع قمة حفلات أم كلثوم بالمغرب ، وحسب كبار
الكلثومين فإن هذه الحفلة يمكن أن تصنف ضمن واحدة من أفضل عشر حفلات قدمتها
أم كلثوم عبر تاريخها الفني الطويل ، والسبب أن أم كلثوم كانت في أفضل
حالاتها واستأنست بأهل المغرب واستأنسوا بها ولمست الحب والتقدير التي
أحاطوها به ملكا وشعبا وحكومة ، وحفلة 12 مارس 1968 لها قصة أبطالها ثلاثة :
الصحافة المغربية التي حرصت أم كلثوم على متابعتها كل صباح لتتعرف عن قرب
عن أصداء زيارتها ثم الجمهور المغربي فأم كلثوم . قبيل الحفلة طلعت جريدة
العلم بعنوان : ماذا ستغني في الحفلة الثالثة ؟ وتساءلت فيما إذا كانت
ستغني لزكاريا أحمد بعدما غنت لعبد الوهاب والسنباطي وبليغ أم ستعود لإحدى
السنباطيات القديمة ، وكانت المفاجأة حين جاء برنامج الحفلة وفق تكهنات
الصحيفة ، فقد قدمت الست لحنا من السنباطيات القديمة ولحنا آخر لزكاريا
أحمد ، ويصعب القول إن الأمر كان مجرد مصادفة بل هو إحساس الفنان برغبات
الجمهور وخلجاته .
استهل الحفل بصعود الفنان التشكيلي المغربي كمال الزبدي على المسرح حيث قدم هدية للسيدة عبارة عن لوحة تشكيلية عنونها بأطلال ربما إيحاء لأغنيتها العظيمة الأطلال.
قدمت
السيدة أم كلثوم وصلتين أولهما رائعة عمر الخيام ورياض السنباطي رباعيات
الخيام التي قال عنها شيخنا امحمد شعبان إنها إحدى أجمل الرباعيات التي
غنتها الست في مشوارها وكان ذلك آخر أداء تقدمه أم كلثوم لهذه الرائعة على
المسرح ، وفي الوصلة الثانية قدمت رائعة أمير الزجّالين بيرم التونسي وشيخ
الملحنين زكاريا أحمد هو صحيح الهوى غلاب فأبدعت وتجمع كل الآراء أن أداءها
في حفلة 12 مارس هو أجمل أداء قدمته الست لأغنية هو صحيح الهوى غلاب ، فقد
حفّلت أداء الأغنية بتصرفات وتنويعات جميلة لم تكررها أم كلثوم ، ومن
طرائف هذا الأداء أن الصحافة المغربية كانت قد انتقدت قبيل الحفلة ما أسمته
صخب جمهور 4 و8 مارس ومقاطعته المتكررة للست وهي مندمجة في الغناء فما كان
من الجمهور أن رد برفع الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي
التسجيل المرئي المتوفر عن هذه الحفلة تظهر الست منبهرة بهذا التصرف
الفريد من الجمهور بل إنها توقفت هنيهة تضحك ...
زيارات أم كلثوم لبعض مدن المغرب
تطوان ، مكناس ، فاس
تطوان ، مكناس ، فاس
أم
كلثوم زارت مدينة تطوان في زيارة يرجح أن تكون زيارة مجاملة شخصية وزارت
مدينة مكناس بدعوة من الأميرة للاّ آمنة عمة الملك الحسن الثاني وحلّت
بمدينة فاس في زيارة أعدّت لها وزارة السياحة المغربية ولم تغنّ بفاس قطعا .
على هامش زيارتها ، استغلت أم كلثوم فترات الاستراحة بين الحفلات لتقوم بزيارات لبعض مدن المغرب ، فزارت مدينة تطوان شمال المغرب في زيارة أشارت إليها بعض المصادر دون تفاصيل ، والغالب أن الزيارة كانت شخصية ويرجح أن تكون زيارة مجاملة لأسرة بنونة التي جمعتها علاقة صداقة قوية مع بعض أفرادها .
ثم زارت مدينة مكناس التي كانت عاصمة المغرب لمدة 57 سنة على عهد حكم السلطان المولاى إسماعيل من الأسرة العلوية التي تحكم المغرب حاليا ، وجاءت الزيارة بدعوة من الأميرة للا آمنة عمة الملك الحسن الثاني التي كانت تستقر بمدينة مكناس الزيتونة ، وقد جاءت الأميرة إلى الرباط وزارت أم كلثوم بفندق هيلطون ودعتها لزيارتها فقبلت السيدة أم كلثوم وزارت الأميرة بقصرها بمكناس وأعجبت في مكناس خاصة بالعمارة العربية الإسلامية ذات الطابع الأندلسي .
أم كلثوم تحل بفاس جودة فائقة
ثم عرجت أم كلثوم على مدينة فاس القريبة من مكناس ، وجاءتها الدعوة من وزير السياحة المغربي الذي أراد أن يضفي على زيارة أم كلثوم للمغرب بعدا سياحيا ، ولقد استقبلت السيدة بفاس استقبالا حافلا ، وأقيم على شرفها مأدبتان أسطوريتان دعت للأولى حرم وزير الأنباء السيد أحمد السنوسي في فيلتها ودعا للثانية عامل المدينة الذي يقابله في مصر المحافظ ، ومن أقوى لحظات زيارة فاس حين إستقبل القصرالملكي القديم أم كلثوم ومرافيقها ، ومرة أخرى عبرت السيدة عن إنبهارها بالعمارة المغربية الأصلية ، وقد كشفت الزيارة عن إهتمام كبيرلأم كلثوم بالهندسة المعمارية .
أم كلثوم في مراكش
زيارة مراكش تمت بدعوة من الملك الحسن الثاني وأم كلثوم مدت زيارتها للمغرب حتى تزورمراكش وتغني بها تلبية للملك ؛
فرق فلكلورية شعبية من مختلف مناطق المغرب وبكل لهجاته ولكناته احتفاء بمقدم أم كلثوم لمراكش ؛
فندق السعدي بمراكش يستقبل الملك والسيدة أم كلثوم في حفلة غابت عنها السلطنة وتجاوب الجمهور؛
أم كلثوم تعيد أداء دعاء أدركنا أغثتنا يارسول الله وتقدم إنت عمري وفكروني .
فرق فلكلورية شعبية من مختلف مناطق المغرب وبكل لهجاته ولكناته احتفاء بمقدم أم كلثوم لمراكش ؛
فندق السعدي بمراكش يستقبل الملك والسيدة أم كلثوم في حفلة غابت عنها السلطنة وتجاوب الجمهور؛
أم كلثوم تعيد أداء دعاء أدركنا أغثتنا يارسول الله وتقدم إنت عمري وفكروني .
منذ
حلول أم كلثوم بالمغرب كثرت التكهنات عن زمان ومكان حفلاتها خارج تلك
المبرمجة في إطار دعم المجهود الحربي ، وبالفعل عرض على أم كلثوم الغناء في
أكثر مناسبة ، لكنها كانت تجيب بدبلوماسية أنها لا تغني إلا على المسرح
وبمصاحبة فرقتها الموسيقية ، وفي الأيام الأولى للزيارة خرجت الصحف
المغربية بأخبار مفادها أنها وعدت أن تغني إما في فاس أو في مراكش و لما لا
في الدار الببيضاء ،
وفي يوم 13 مارس 1968 أعلن التلفزيون المغربي أن الملك الحسن الثاني غادر
ظهيرة نفس اليوم مدينة الرباط متوجها إلى مدينة مراكش على متن القطار ،
فعلم الجميع أن الحفلة المنتظرة ستكون لامحالة بمراكش سيما أن أم كلثوم
كانت قد وصلت بدورها إلى مراكش صحبة جميع أعضاء فرقتها الموسيقية بدعوة
خاصة من الملك ،
ومن التفاصيل الجديرة بالتنويه إليها هنا أن أم كلثوم كان مقررا أن تغادر
المغرب يوم 16 مارس 1968 ، إلا أنها مدت إقامتها لغاية 20 مارس 1968
استقر
بها المقام ببلاص المامونية ونزلت بنفس الجناح الأسطوري الذي اعتاد أن
ينزله فيه السير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ، أما أفراد فرقتها
فنزلوا بفندق السعدي الذي لم يكن يبعد عن المامونية إلا ببضع خطوات ، أعجبت
أم كلثوم بمراكش أيما إعجاب ، فقد كانت تطل من شرفة جناحها على مئات أشجار
النخيل وتمد بصرها فترى الثلوج تكسو قمم جبال الأطلس القريبة فتقول عجيبة نخل وثلج متناقضان اجتمعا في مراكش .من أقوى لحظات زيارة المغرب عامة وزيارة مراكش خاصة حين قام المسئولون المغاربة احتفاء بمقدم أم كلثوم لمراكش بحشد فرق فلكورية شعبية تمثل جميع مناطق المغرب وتؤدي أهازيجها بمختلف لهجات المغرب ولكناته ، و قدرحينها أفراد هذه الفرق ب 1500 راقص وراقصة ، و في صورة خالدة ميزت زيارة المغرب إلى الأبد اندمجت أم كلثوم مع راقصات فرقة فلكلورية أمازيغية من منطقة إمينتانوت في الرقص وخرجت شيئا ما عن التحفظ والوقار الذي تحيط بهما نفسها .
الأربعاء 20 مارس 1968
مغادرة أم كلثوم للمغرب
مغادرة أم كلثوم للمغرب
بعثت
ببرقية شكرللملك الحسن الثاني ولوزيرالأنباء ، وخطت كلمات شكر بسجل
الزواربالفندق الذي أقامت فيه طيلة الزيارة وبكت وهي تصعد الطائرة
وهي تستعد لمغادرة المغرب ، أبت السيدة أم كلثوم إلا أن تبعث ببرقية شكر إلى جلالة الملك الحسن الثاني جاء فيها :
قبل أن أغادر أرض المغرب الحبيب أتشرف بأن أرفع إلى حضرة مقام صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني عظيم الشكر وامتناني لما لاقيته أنا وزملائي من رعاية وحب وحفاوة بالغة ، راجية إلى الله سبحانه أن يحفظ جلالتكم وولي عهدكم المحبوب الأمير سيدي محمد وأن يكلأ الشعب المغربي بعين رعايته في ظل ملكه العزيز الساهر على تحقيق تقدم المغرب حالته وسعادته وخدمة الوطن العربي الكبير .
في نفس السياق بعثت ببرقية شكر مماثلة إلى السيد أحمد السنوسي وزير الأنباء والمسؤول الأول عن المؤسسة الراعية للزيارة جاء فيها :
أرجو أن تتقبلوا شكري وامتناني على الجهد الكبير الذي بذلتموه نحوي أنا وزملائي في الإشراف على تنظيم مشاركتنا في الحفلات التي أقيمت بمناسبة أفراح المغرب العزيز بعيد عرش ملكه المفدى ، كما أرجو أن تنوبوا علي في الشكر إلى جميع العاملين بوزارتكم في إنجاح هذه الرحلة التي تركت في نفسي أجمل الأثر نحو شعب المغرب العظيم .
كان يوم الأربعاء 20 مارس 1968 يوم حزينا في المغرب ، فقد غادرت أم كلثوم مطار الرباط سلا متوجهة إلى القاهرة ، في الفندق كانت أجواء الوداع مؤثرة وقف مدير الفندق وطاقمه يسلمون على السيدة ويودعونها ، وكتذكار يوثق لزيارة أم كلثوم طلبوا منها أن توقع على الدفتر الذهبي كما يسمى في المغرب أو سجل الزوار كما يسمى في الشرق ، فرحبت بصدر رحب وخطت الكلمات التالية :
سررت كثيرا للمقابلة الطيبة وحسن الخدمة والنظافة من جميع العاملين بأوتيل هلتون وخاصة لمديرها الهام وشكري للجميع
وكما كان الاستقبال حافلا يوم الوصول ، كان الوداع كذلك ، فقد حضر بعض كبار فناني المغرب إلى جانب سفيري البلدين عبد المجيد فهمي سفير القاهرة بالمغرب والمهدي زنطار سفير الرباط بالقاهرة .
وكان أكبر إعلان عن تأثر أم كلثوم لزيارتها للمغرب والاستقبال الحار الذي صاحب الزيارة أنها خطت بأصبعها على زجاج باب الطائرة وهي تبكي الآية الكريمة إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ صدق الله العظيم .